ماحكم ضرب التلاميذ والأبناء عند السيد السيستاني – ضوابط شرعية مهمة يجب معرفتها
يُعد موضوع تأديب الأبناء والتلاميذ بالضرب من أكثر القضايا التي يكثر السؤال عنها، خصوصاً مع انتشار الممارسات الخاطئة في المدارس والبيوت. وقد بيّن السيد السيستاني (دام ظله) آراءه الفقهية بوضوح، مؤكداً ضرورة ضبط هذا الأمر ضمن حدود شرعية دقيقة تضمن حماية الطفل وعدم التعدّي عليه.
في هذا المقال نعرض لكم أهم الأسئلة الفقهية التي وردت حول ضرب الأطفال والتلاميذ والزوجة، مع أجوبة مكتب السيد السيستاني كما جاءت في فتاواه الشرعية.
أولاً: ضرب التلاميذ في المدرسة وحكمه عند السيد السيستاني
السؤال: هل يجوز ضرب التلاميذ للتأديب أو الانضباط داخل الصف؟
الجواب:
- لا يجوز ضرب التلميذ إلا بإذن ولي أمره.
- إذا كان الضرب للتأديب متعارفاً في المدارس، يُعدّ دخول التلميذ للمدرسة موافقة ضمنية من وليّه.
- الشرط الشرعي: أن يكون الضرب خفيفاً، لا يسبّب احمراراً، وإلا تُلزم الدية.
- الأحوط وجوباً ألا يتجاوز الضرب ثلاثة أسواط خفيفة فقط.
ثانياً: دية ضرب الأطفال وما يسببه من احمرار أو اسوداد
بيّن السيد السيستاني مقادير الدية عند حصول احمرار أو ازرقاق أو اسوداد جلد الطفل:
-
الاحمرار:
- في الوجه: دينار ونصف من الذهب.
- في البدن: نصف هذا المقدار.
-
الازرقاق:
- في الوجه: ثلاثة دنانير.
- في البدن: نصفها.
-
الاسوداد:
- في الوجه: ستة دنانير.
- في البدن: نصفها.
ملحوظة: الدينار الشرعي = ٣.٥ غراماً من الذهب تقريباً.
ومع الشك في المقدار، يُكتفى بالمتيقّن، ويجوز الصلح مع ولي الطفل أو أخذ البراءة منه بعد البلوغ.
السؤال: أب ضرب ابنته على رأسها فتسبّب بإجراء عملية جراحية، فما الحكم؟
الجواب:
- فعله حرام شرعاً.
- ويجب عليه دفع الدية كاملة.
السؤال: أب ضرب ابنته على عينها فأصابها تورّم ولون أزرق، فما الحكم؟
الجواب:
- تجب الدية الشرعية.
- ويمكن احتساب ما يصرفه عليها يومياً من مبلغ النفقة ضمن الدية.
نعم، تجب الدية على الضارب سواء كان أباً أو غيره إذا حصل احمرار أو اسوداد أو جرح.
لا.
يكفي تحقق الاحمرار أو الاسوداد ولو لفترة قصيرة لتثبت الدية.
ضرب التلميذ او الطالب من قبل المعلم او المدرس
السؤال: هل يجوز تأديب طفل بالضرب من الأخ أو المعلّم دون إذن وليه؟
الجواب:
- لا يجوز مطلقاً.
- المسموح فقط: الولي أو من يأذن له الولي.
- حتى المأذون يجب ألا يتجاوز ثلاث ضربات خفيفة ولا يسبب احمراراً.
الجواب:
- الأحوط وجوباً عدم ضرب البالغ مطلقاً.
الجواب:
لا يجوز إلا إذا:
- نشزت (امتنعت عن الحقوق الزوجية).
- لم ينفع معها الوعظ والنصح.
- لم ينفع معها الهجر في الفراش.
- يجب أن يكون الضرب غير شديد.
- لا يسبّب جرحاً أو دماً أو كسراً.
- لا يكون بدافع الانتقام بل بقصد التأديب فقط.
إذا ضرب الزوج زوجته ضرباً مبرحاً على وجهها فتسبب بـ:
- ازرقاق الوجه: الدية = مثقالان وربع المثقال من الذهب.
- جرح سطحي يسلخ الجلد: الدية = ٥٢.٥ مثقالاً من الفضة.
- انحراف الأنف: فيها حكومة شرعية، ويُقبل الصلح على ١٠٠ مثقال فضة.
الجواب:
- الدية على عاقلة حارس المرمى لأنه هو من تسبب باتجاه الكرة نحو الطفل.
- مقدار الدية: ٥٢٥٠ مثقال فضة في قتل الخطأ.
خلاصة عامة عن احكام ضرب التلاميذ او الطلاب او الأبناء او الزوجة عند وفق رأي السيد السيستاني
يؤكد السيد السيستاني أن:
- الأصل في الشرع هو حرمة الضرب والتعدّي.
- التأديب يجوز ضمن حدود ضيقة جداً وبشروط صارمة.
- أي احمرار أو اسوداد على جسد الطفل أو الزوجة → يثبت ضمان الدية.
- غير الولي لا يحق له ضرب الطفل إطلاقاً.
- حماية الطفل وصيانة كرامته مقدمة على كل أساليب العقاب.



إرسال تعليق